نحيا وفي داخلنا أشياء تولد وأشياء أخرى تموت.... ونحن في عالم الأرض الدنيا التي لا يولد فيها شيء إلى ويأتي يوم أيضا يموت... نحن وغيرنا سواء مقرّبين أو غرباء لابد وأن يأتي يوم ونموت... وبعد الموت حياة أخرى نحن نحددها من خلال حياتنا على الأرض... نحن من يرسم وجهتنا القادمة بعد الموت في ظل رحمة رب العالمين...

لكن أن تموت أجمل أشياءنا على هذه الأرض؟ وأن يحكم العالم القاسي والقدر الأحمق على أجمل مشاعرنا ونبضات قلوبنا بالموت قبل أن تفرح أو تظهر للوجود... فهذا نوع آخر من الموت يسرق منّا طعم ما تبقى من حياة.

لكن أن نختار بقساوة عقولنا أن ندفن أجمل أمانينا في جدران قلوبنا خوفا من تقاليد وعادات وعدم قدرة على المواجهة أو المغامرة، فهذا نوع آخر من الموت الإختياري الكفيل بأن يحول ما تبقى فينا لهياكل لا معنى لوجودها ولا معنى للوجود عندها....

حقيقي أن كل شيء على هذه الأرض يموت، ولكن حقيقي أيضا أن كل كائن فيها يتمنى أن يعيش أكثر وأكثر وحياة كلها السعادة... لكن أن نقرر الإنتحار الجزئي لنبقى هياكل جسديه لا نور في روحها ولا طاقة في قلوبها فهذا نوع آخر من الموت كافي لأن يقتل كل الرغبات في الحياة أو الوجود.

حقيقي أننا نقاوم ونعافر كي نحقق أحلامنا ونسعى لأن نكون سعداء... ولكن حقيقي أيضا أننا لا نتوسل السعادة أو نرجوها من أحد... فمن يحبك لن يتركك ترحل ... ومن يشتاق إليك بحق ... لن يقوى على العيش بدونك... لكن تبقى أحيانا اعتبارات قد تجبرك على الرحيل بصمت ... لتكون ضمن الأشياء التي على هذه الأرض تمـــــــــوت.