اردت هنا ان اشارككم بعض مقتطفات من الفصل الاول " انا وحصة الدين " التي احتواها كتاب " مذكرات قبطي
والذي يعتبر تجربتي الشخصية مع حصة الدين منذ طفولتي وحتي وقتي الحاضر....
يبدا الفصل الاول من الكتاب بالرجوع من الحاضر الي ايام الطفولة بهذه العبارات " لازلت وانا في عامي السابع والثلاثون اتذكر حصة الدين وانا في صفوف التعليم الابتدائي حيث بدأت اشعر بأني مختلف عن باقي أقراني من زملائي في الفصل في امر واحد فقط ..... كان يظهر هذا الامر قويا فقط في احد الحصص من ساعات مواد الدراسة كانت هذه هي...... "حصة الدين " ...
لم يكن في كل طلاب مدرستي اطفالا مسيحيين الا ابناء عائلتنا ( ونحن عائلة وحيدة مسيحية تسكن هذه القرية ) , كان الاطفال المسيحيين من ابناء عائلتي لا يتعدي عددهم اثني عشر طالب في كل صفوف المرحلة الابتدائية من الصف الاول حتي السادس . وفي داخل فصلي كنت انا الطالب او الطفل الوحيد المسيحي من بين كل الاطفال , لم يكن شيئ يفرقني عن زملائي واصحابي فقد كانت لي صداقات حميمة في الفصل.........
كنا نذهب ونلعب معا وكنت من الاطفال المتفوقين وكانت كل اموري تسير علي خير ما يرام الا في حصة الدين .
كانت حصة الدين هذه اللحظات والدقائق الحرجة والاوقات المؤلمة التي اجدني وحيدا فيها كما لو كنت وحيدا في كل العالم ..... افكر كثيرا فيها قبل ان تأتي.... وكيف ستمر..... وماذا سأفعل بعدها....
كانت كلما تكررت حفرت في نفسي حفرا تزداد بتكرارها وتتعمق حتي صارت خلال فترات الطفولة هوة عميقة داخل نفسي ..... لم يكن في مدرستنا مدرس دين مسيحي ...وبالتالي فليس لي مدرس يدرس لي مادة الدين المسيحي ليسأل عني او لاذهب انا للبحث عنه ليدرس لي المادة .... كما ان مدرس الدين الاسلامي ( لأني طفلا وحيدا ولست ظاهرا بين ذملائي او مميزا ) لم يكن يعطيني اي اهتمام عندما يبدأ الحصة ( اي حصة الدين الاسلامي) ..........ولصغر سني لم تكن لدي الجرأة او لم اكن اعرف انه يمكنني الخروج من الفصل, فما كنت اعرف ماذا افعل..!! فما كان مني الا ان اجلس في الفصل صامت وخائفا لاني لا اجرؤ علي ان اطلب من مدرس الفصل الخروج وذلك لخوفي من عقابه لي لاني بلا مدرس وان سألني لماذا تريد الخروج ؟! فلن تكون عندي اجابة مقنعة بحكم سني ..... ".......
كانت هذه اجزاء من مذكراتي مع حصة الدين ....
نستكملها في وقت لاحق ...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.