عادة ما يكون الابن الاكبر هو الفارس الذي ننتظره كي يحقق الاحلام. بغض النظر عن حالة الاب الحالية، اذا ما كان شخصا ناجحا على كافة المستويات، او كان شخصا يعاني من الكثير من الاخفاقات. فالابن الاكبر يظل هو الفارس المنتظر لتحيق الاحلام. الانسان الناجح ينتظر ان يكون الابن الاكبر مكملا لرحلته، وسائرا على نفس خطواته. بل والاصعب ان ينتظر منه ان يفعل نفس النجاحات التي كان يفعلها منذ الصغر. الشخص الناجح لا يقبل من الابن الاكبر اي اخفاق، ولا يرضى منه ان يكون خارج الاطار. وهذا مؤسف وكارثي للاثنين معا ( الاب والابن الاكبر) .
بينما الاب الذي يعاني من بعض او الكثير من الاخفاقات، يجد ان الابن الاكبر هو الحل، ويسعى بكل الطرق ان يجعل منه تحقيقا لاحلام وطموحات فشل هو في تحقيقها. فيسعى جاهدا ان يجعله في الاطار الذي كان يتمناه لنفسه ولكنه لم يستطع ان يحققه.
معاناة الابن الاكبر واحلام الآباء
احلام الاباء وامنياتهم لاولادهم بصفة عامة وللابن الاكبر بصفة خاصة مشروعه بكل تاكيد. ولكن حين تتحول الاحلام الى اصرار وعناد شديد يصل الى الاجبار، حينها تنحرف الصورة عن المسار. ويقع الابن الاكبر تحت وطأة ضغط ومعاناة، لا تؤدي به الى خير. بل تحطم شخصيته وتجعله شخصا خانعا وخاضعا ينفذ ما يؤمر به دون ان يكون له رأي او شخصية. او تؤدي به الى شخص متمرد ورافض لهذه الاحلام، ليصل مستقبلا الى النقيض تماما لما يتمناه الاب له.
وخلال هذه المرحلة يعاني الابن الاكبر بشدة من تسلط الاب عليه ومحاولة جعله ظلا او نسخة منه من جهة او محاولة ان يجعله شخصا مثاليا يصحح به اخاؤه الشخصية من جهة اخرى.
الابن الاكبر ومثالية الاب
حقيقة كلما اتذكرها اضحك كثيرا. كلما كنت اجلس مع ابني الاكبر، كنت احكي له عن تفوقي في الدراسة، وكيف كنت من اوائل فصلي ومتفوقي مدرستي. وكيف كنت مثاليا ورياضيا في فريق الكرة للمدرسة. بل وكيف كنت عضوا فاعلا في الاذاعة المدرسية وفي الشرطة المدرسية. واحكي له كيف كنت منظما في وقتي ومجتهدا في مذاكرتي. لم اكن امجد في نفسي ولكن للامانة كلها حقائق ( فأنا الان مهندسا ناجحا...) ولكني كنت اجد رد فعله السكوت في كل مرة. وعندما سألته عن سبب سكوته، اجابني برد جعلني لا اعرف كيف ارد. اجابني قائلا : لعلمك يا ابي، وصديقي ايضا والده يحكي له انه كان متفوقا ومنظما و...... كما تقول انت بالضبط.
لاعرف بعدها، اننا كاولياء امور نرسم انفسنا امام اولادنا بصورة تجعلهم لا يصدقونا لاننا نرسم انفسنا كاملين وملائكة بلا اخطاء.
ابني الاكبر وتحقيق الاحلام
اصبحت مقتنعا الان ان ابني الاكبر ليس بالضرورة ان يكون مثلي او مكملا لمساري.... بل يكفي ان يكون ناجحا في حياته، محبا لما يفعله. لديه امل وطموح في ان يكون شخصا جيدا في مجتمعه. وهذا ما سأفعل على مساعدته فيه، واتمنى ان يتحقق.....
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.