حقيقة اجد نفسي في منتهي الحيرة والارتباك كلما حاولت ان اصل الي مفهوم اوقرار حول كوني انا حر ام عبد ومسير ,ووجدتني مرتبك ورؤيتي للموضوع غير واضحة المعالم .....
جانب قوي بداخلي بكل كبرياء وفخر .....
يقول وبصوت قوي ....
انا حر ولي كامل الحرية ....
ان اكون ناجحا او فاشلا ....انا حر
ان احب او اكره .....ان اخالط البشر او اعتزل ......
ان اكون مثلما يحلو لي ....
في قيمي واخلاقي وعقيدتي وعاداتي ...
كل هذا انا حر فيه افعل ما اريد ومثلما اريد ....
وفجأة يقاطعه الجانب الاخر بنرة حادة ويطالبه بالتوقف عن الكلام ....
فكل هذا مرسل ومعنوي وقيمته ضعيفة مقابل ما هو اهم ....
ويستكمل كلامه مبررا ....ومتسائلا ....
اين حريتك في اختيار والديك او جنسك .....!!؟؟
اين حريتك في اختيار مولدك او مماتك .....
اين حريتك في اختيار موطنك وظروف معيشتك ....!!؟؟
اين حريتك في اختيار اسمك وهيئتك وملامحك وطولك وعرضك .....!!؟؟
اين حريتك حتي في اختيار عقيدتك .....!!؟؟
فكلنا نولد بدين وعقيدة وقليل بل ونادر منا من يفكر او يغير لعقيدة اخري.....!!؟؟
بل دعني اسألك هل تملك الحرية في تفاصيل يومك .....!!؟؟؟
بل كريشة في مهب الريح تتحرك ....!!!؟؟؟
اشخاص يدخلون حياتك رغما عنك واخرون يخرجون منها ايضا رغم عنك ....!!
تضطر لان تبتسم في مواقف وفي داخلك براكين الغضب والحزن ....!!
بل وتتظاهر للبعض بالمحبة وبداخلك كم هائل من الضيق منهم ....!!
تسعي لامر ما وكل خيوطه ليست في يدك ولا تملك في الموضوع الا الانتظار ......!!
وحتي في الارتباط والزواج والاسرة انت لست حرا كما تدعي ...
فكل العقائد تقرر ان نصيبك مكتوب لك مسبقا وانت تسير نحوه كما لو كنت حرا ....
لا اكثر ...
هل تملك تحديد نوع او عدد او مواصفات بنيك او بناتك .....!!؟؟
هل تملك ان تقرر صفاتهم او سلوك حياتهم ....!!؟؟
وغيره وغيره .... فلا تنخدع وتتفاخر بأنك حر .....
لان هذا ليس صحيح ....
وجدتني بعد هذا الحوار مرتبكا وفي حيره من امري ووجدت جانبي المنادي بأني حر قد بدا يهدأ صوته ويسكت ....
وكأنه اخذ في الاقتناع بان رأيه ليس الاصوب .....
وبعد فتره من الصمت ....
وجدته يقول بصوت رصين وهادئ .....
حتي وان كنت لست حرا في اي شيئ ....
وان كنت ريشه كما تقول في مهب الريح ....
هناك شيئا واحدا لا يمكن ان ينكره احد .....
اني حر في علاقتي بالله .....
حر في خلاص نفسي وفوزها بالحياة الخالده الابديه .....
حر في ان اقترب من الهي واعرف طريقه .....فالذي خلقني بغير ارادتي .....لن يكافئني في الاخره بغير ارادتي ....
وهذا يكفيني .....
في كل هذا انا صامت ومشفق علي نفسي ....
ولكن عرفت اني حقيقة ( حر بقدر وعبد بقدر اخر .....
صاحب قرار في امور ومسير ومغلوب علي امره في امور اخري كثيرة جدا جدا ....)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.