GuidePedia
منذ نشأتي وانا اسمع عن السفر للخارج للعمل او للهجرة . وككثير من امثالي من الشباب , اعتبرت السفر فرصة ذهبية لا ينالها الا المحظوظين. وان اتت هذه الفرصة فهي كفيلة بان تجعلك من  مصاف البشر التي تحيا برفاهية نراها ونسمع عنها  ولكننا لم نجربها يوما.
وتمضي بنا الحياة ويظل حلم السفر موجود حتي يلوح في الافق فرصة عمل باحد الدول العربية فما كان مني الا ان اتمسك بهذه الفرصة
وقد كان وتحقق الحلم وسافرت تاركا خلفي وطني بما يشمل كل شيئ في حياتي .علي امل ان يتحقق الحلم المنشود طالما وقد تحقق السفر.
سافرت وبدأت رحلة الغربة بمرور فترة بسيطة منها بدأت تظهر ملامحها.
كم هو مؤلم ان احيا بارض غير ارضي واناس ليسوا اهلي بعادات وتقاليد لم اعتاد عليها,احيا بينهم وانا لا ارقي لدرجة مواطن باي مستوي بينهم.
في واقعي انا ارفع منهم واقيم منهم واكثر حضارة ورقي,وهم يعرفون ذلك.ولمعرفتهم بهذا الواقع فهم يتفننون في محاولات مضايقتي لاثبات انهم الافضل بقصد وبغير قصد.
ولقناعتي بافضليتي عنهم اجد حرجا وحساسية في كل تعاملاتي معهم بطريقة تزيد من  من توتر علاقتي بكل المتعاملين معي . وعندما اخلد الي وحدتي .........يقتلني وجع البعاد واحتسي مرارة الغربة حتي الثمالة .

انها الغربة يا اخي ,فطموحاتنا ورغبتنا في تحسين اوضاعنا وضيق العيش في بلادنا وضعف الفرص الجيدة. هو ما يدفعنا الي الترحال الي بلاد غير بلادنا ومجتمعات نحن غرباء فيها ولا تصدق  من قال لك انت اخي في العروبة فهي كلمة في الحقيقة  هزلية ليس لها معني الا مضايقة اكثر ليثبت لك انه افضل منك لا اكثر.
هم يحتاجون لكفائتنا ونحن نحتاج الي اموالهم......ولكن الكرة في ملعبهم  لانها هي سطوة المال ,فهم الطرف الاقوي.......فعلي ان اتحمل واعاني من ذلك الوجع الكامن بين ضلوعي واستمر في التلذذ بمرارة الغربة.
اخلد الي وحدتي فيقتلني الحنين لارضي,لاهلي ولاولادي ويحرقني الشوق لانثاي ورفيقة كفاحي التي عندما ياتي خيالها بذاكرتي اشعر بالخجل لاني خزلتها حين تخليت عنها لاجل تحقيق ثروة .
عندما اجلس لذاتي تملكني الوساوس ويلعب الشك بذهني ويجعلني اصل الي درجة اني بلا وطن وبلا ماض , فمن قال ان وطني واهلي موجودين الا في داخلي فقط !!؟؟.
ويا ويلي عندما اتذكر ابني الوحيد لاكتشف كم كنت انانيا حين تخليت عنه لاجل المال وحرمتة من ابوة لن يعوضها له احد مهما كان.
وتوالت ايام غربتي يوما بعد يوم ليثبت كل يوم لليوم الذي قبله اني اسير في الطريق الخطأ.....حتي جائت ايام حين كنت احادث طفلي الصغير هاتفيا لاراه وقد نسي اسم بابا ليناديني بلقب العم,فهو لم يعتاد علي اسم ابيه ولا يري الا رعاية عمة.
عند هذا الحد وصل الصبر الي المنتهي,وتحرك الانسان الموجود بداخلي ليعلن ويقرر ان الحياة اغلي من الثروة .وان الوطن بكل ما تحمل الكلمة من معان لا يقدر بمال..... عند هذا الحد قررت ان اضح حدا لمرارة الغربة وشفاء من وجع البعاد.........

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Top