GuidePedia
جلست الي اختي الصغري في احد الايام في حوار هادئ بيننا فاخذت تحكي قائلة.....
منذ طفولتي وانا ملزمه بتنفيذ كل التعليمات والنصائح.هذه امي توبخني وتلومني علي اخطائي.وابي يلوم تصرفاتي التي يراها لا تليق.ناهيك عن اخوتي الاكبر مني كل واحد  منهم جعل نفسه وصيا عليا ووليا علي امري.
اكبر وتكبر كل توجيهاتهم وكأن الكون ليس فيه احد غيري لابد وان ينفذ كل التعليمات والتوجيهات وغير مسموح له بالخطأ باي حال من الاحوال.
ناسين او متناسبين ارادتي الشخصية ومدي قناعاتي برأيهم وطريقة تفكيرهم او مدي ملائمتها لي.لم اجد معاناته كبيره في فترة طفولتي من تنفيذ تلك التوجيهات حيث كانت مجالاتها بسيطة, وكم المدح الذي اناله علي طاعتي يعوضني عما قد يضيق به صدري احيانا.
كنت طوال فترة طفولتي اراقب كل المحيطين بي واري تصرفاتهم وخاصه اخوتي البنات ,وبارادتي او رغما عني تختزن ذاكرتي الكثير من تصرفاتهم والمواقف التي تمر بهم وفي مخيلتهم اني لا ادرك تلك المواضيع.

لتاتي فترة نضوجي ووصولي لسن المراهقة.لاجد اشياء كثيره في طريقه تفكيري واهتماماتي قد بدات في التغيير.ومداركي بدأت تتفتح بفعل اتساع دائره معارفي واهتماماتي بفعل دراستي واحتكاكي برفيقاتي بالدراسة.
تلك الفتاة المطيعة الهادئة التي هي انا لم تعد موجودة.فقد تطورت مع تطور مراحل نموها وتفتحت مداركها وصار لديها الرغبة في التعبير عن نفسها.رغبة في خوض كل التجارب بلا استثناء .
ولما لا وانا انسان له ككل الحق ان يسلك كما يريد طالما لم يخالف الدين او اساسيات التربية ولم يؤذي غيرة او يجرح خصوصيته.
لما انا مرغمة علي اتباع كل التعليمات ولما لا يترك لي حرية ان استرشد واستعين بمن ارتاح له واشعر اني في حاجه لنصحة بارادتي لا رغما عني.
في تلك المرحلة من عمري وجدت كل قريناتي تعيش تجارب عاطفية تحت اسم الحب وفي المقابل ازدادت التحذيرات والتنبيهات الا اسلك هذا الطريق لانه طريق كله مشاكل.
كنت اعود بذاكرتي فيمر بشريطها تلك المشاهد التي اري  فيها اخواتي الاكبر مني يتحادثون عن تجاربهم العاطفية وكانها شيئ عادي جدا.
لما لا اتجاوب مع مع ذلك الفتي الذي يتابعني اثناء عودتي من الدراسة ويغمرني بحلو الكلام انا لا احد غيري من صديقاتي,ذلك الكلام الذي اجد له ترحيبا كبيرا بداخلي .
لما لا اهندم نفسي بالطريقة التي احب ان اري نفسي فيها كبقية زميلاتي!!؟؟لما لا تكون لي اهتماماتي وميولي الخاصه فاسمع ما احب ان اسمع من موسيقي او اغاني كما احب واذاكر في الاوقات التي اكون مهيأة فيها للمذاكرة طالما افي بكل التزاماتي.
قد تستغرب من تساؤلاتي ولكن لا يا صديقي لن تستغرب حين تري ان كل المحيطين بي لا يرضون لي بذلك.فها والدتي لا تسمح لي الا بزي معين وباسلوب معين  خوفا من غضب ابي والتزاما بتقاليد البيت فهي لا تعترف بما يسمي موضه او ستايل.
وها اختي تراقب كل تصرفاتي وتشي بي عند امي اذا عرفت باي بوادر علاقة عاطفية لي وعندما الومها  اجدها بكل بساطه تجيبني بانه لا فائده من كل تلك العلاقات فانا ادري منك لاني خضتها ولم اجني منها الا المتاعب وعليك ان تستفيدي من تجاربي والا تقعي في اخطائي.
حتي اخوتي الاولاد نصبوا انفسهم مراقبين لي فلا يسمح لي باي تصرف يرونه غير لائق وكاني قطعه من حديد,وانا اري واسمع كل مغامراتهم مع بنات منهم من هم في سني وكأن ما يرضونه لغيري لا يقبلونه لي.
وغير هذا الكثير والكثير....حتي وصلت لقرار لا رجعه فيه يا اخي وهو
تبا لكم ايها القوم .....
فانا مخلوق كامل الاهلية .وله حق الاختيار والقرار. له حق تجربة كل شئ طالما ملتزم بقيمة وله ان يتعلم من اخطاؤه ان اخطأ .لا ان يتعلم من اخطاء غيرة.لا يحق لكم الحجر علي حريتي والحكم عليا بالرجوع الي تجاربكم انتم لاتعلم منها الدروس والحكم.
بل سأخوض غمار حياتي انا وساتعلم مني انا. وان اخطأت فيكفيني شرف التجربة وساتحمل مرارتها لاني استمتعت بلذتها. فمن شاهد الحياة غي رمن عاشها ولهذا ساحيا نفسي انا لا تجارب غيري مهما كلفني الامر.
فعذرا اخي ان لم اقتدي بكم ولا تلومني في حياتي وتمني لي التوفيق.....وانتهي حواري معها دون ان اجد عندي لكلامها الا التقدير.....

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Top