GuidePedia
لازلت وانا في عامي السابع والثلاثون اتذكر حصة الدين وانا في الصف الثاني الابتدائي.....
لم يكن في كل المدرسة اطفالا مسيحيين الا ابناء عائلتنا الذين لا يتعدي عددهم خمسة عشر طالب في كل صفوف المرحلة الابتدائية.
كنت انا الوحيد المسيحي في فصلي لا شئ يفرقني عن زملائي واصحابي الا حصة الدين .لم يكن في مدرستنا مدرس دين مسيحي.ولم ادرك ماذا افعل فما كان مني الا ان اجلس في الفصل صامت لاني لا اجرؤ علي ان اطلب من مدرس الفصل الخروج وذلك لخوفي من عقابه لي.
صدقني يا عزيزي لقد كنت احفظ الايات القرانيه اكثر من زملائي المسلمين.حتي جاء احد الايام وكنت العب في حقيبتي بسبب فراغي في حصه الدين الاسلامي ولكي يتشتت ذهني ولا احفظ ما يردده زملائي.

لكن المفاجأة ان مدرس الدين عندما لاحظ ذلك قام بعقابي عقاب شديد لعدم احترامي لما يتلي من ايات وقام بطردي.
بعد ذلك اليوم وبعد اخبار والداي وشكواهم لادارة المدرسة فما كان حل لما سبق الا خروجي لفناء المدرسة اثناء حصة الدين.
والاصعب في الامر ان تلك الحصة هي التي كانت ترسخ روح الفرقة وتبني حواجز بيني وبين زملائي.فعند عودتي من الفناء بعد انتهاء حصه الدين  للفصل لا اري زملائي بنفس المودة والتالف بيني وبينهم وينتابني شعور بالغربة بينهم.ولكوننا اطفال بعد مرور الوقت ننسي تلك الفوارق ونعود لصداقتنا العادية.وتضيع اي ملامح تمييز بيني وبينهم ولا تعود للظهور الا عند حضور ميعاد حصة الدين التي صرت اكرهها .حالي هذا حال كل اولاد عائلتنا وعندما طالبنا بمدرس للدين المسيحي .لم يجد طلبنا الا الرفض لقلة عدد الطلبة المسيحيين.وان كان الامر ضروري بالنسبة لنا فما علي اولياء امورنا الا نقلنا الي مدرسة اخري.ولم يكن في قريتنا غير هذه المدرسة فما كان منا الا ان نرضخ ونعاني من هول ورعب حصة الدين.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Top