حقيقه اعرفها ومتاكد منها تماما ويعرفها كل البشر .نعرف انه حتما ستأتي لحظه فيها يتوقف كل شئ . ينقطع النفس و ويرتاح القلب من دقاته ويتوقف العقل عن التفكير.يعود كل شيئ الي اصلة يتلاشي الجسد ليتحلل ويعود الي التراب المأخوذ منه,ليرتاح من عناء المشاعر والالم . تصعد الروح الي خالقها لتقف امامه معطيه حساب عما فعلت .

نقول الموت حقيقه من حقائق الحياة ولكن لو فكرت بهدوء وتركيز يا صديقي .ستجد انه الموت حياة واقعه نحياها . يتخلل الموت كل مراحل حياتنا ويعمل في كل عضو من اعضائنا,حتي يتم عمله فينا وتكتمل حدوده و في لحظه فارقه عندها نعبر من هذه الحياه المحدودة الشقيه الي عالم لا موت فيه.نعم فهو موجود بكل عضو من اعضائنا يحيا معنا ويحيا فينا حتي ان تجاهلناه.
نفرح بحياتنا ونمرح ونطمح بحياه مديده نحقق فيها كل ما نتمناه . عقولنا تقر حقيقه ان الموت سارق ماهر ياتي بلا ميعاد او توقع,ولكن منا ما يتجاهل الاستعداد له.

تأتينا دقات الهاتف لتخبرنا ان عزيز غالي لنا قد اخذه الموت,نسرع والالم يعصر كياننا متجهين لوداع الميت الغالي,وبايدينا نهيل التراب عليه وبرهان الموت واقف امامنا .نتأثر ونتألم لفراق الغالي ونلمس حقيقة الموت .
انظر كيف يغتسل المرء منا في مكان مغلق وبمراسم شديده الخصوصية.بينما عند الموت يغسل وحوله المودعين والمحبين عار تمام من كل شئ ليقلبوه يمينا وشمالا في مشهد الوداع الاخير ........انه الموت يا صديقي
فيه تكتشف انك شديد الضئالة امام عظمه ورهبه الموت....
ولكن رويدا رويدا نستعيد انفسنا ونستأنف حياتنا ولا يبقي من موت الغالي الا الذكري والموعظة.ويبقي السؤال القائم والذي لا مهرب منه.

وهــــــو

متي يكتمل عمل الموت في انا وهل انا مستعد لهذه اللحظه ..!!!

وهل اعددت ما يفيدني في حياتي الدائمة حياة الخلود والوجود في حضرة الله ام ان الحياة القصيرة جدا (مهما طالت ) شغلتني بها وانستني حقيقة الموت وما بعد الموت.....!!
فتعال اخي معي ننظر في اي مكان نحن نقف وكيف نستعد..........!!