مر بي تذكار اسبوع الالم لرب المجد هذا العام بكل طقوسه الحزينة التي كانت باستمرار تبكتني علي خطاياي وتدعوني للتوبه.

ولكن وسط هذه الترتيبات فجأة نظرت لامنا العذراء وتخيلت نفسي كما لو كنت هناك عند اورشليم , اراقب الاحداث عن قرب

ولمتابعتي لسلوك امنا العذراء هالني ما رأيت ووقفت كثيرا اتساءل

تري يا امنا القديسة هل كان عندك علم مسبق بما سيئول اليه مصير ابنك من احداث صلب وموت وقيامه......ام انك كنت تتابعين الاحداث كباقي التلاميذ.ألم تطلبي من الله قائله (يا الهي ان امكن اعبر عني هذه الكأس ان اري ابني الوحيد حبيبي يموت امام عيني).
لم يذكر الكتاب انك دافعتي عنه او اعترضت علي سلوك الشامتين وقسوة الضاربين,بل كنت تتابعين باهتمام بالغ لكل نفس وكل حركه تصدر من ابنك وفي كل سقطه جسد كنتي تقتربي لتمسحي عرقه ودمائه,كما لو كنتي تعرفين انه يسير في طريق لابد منه وانت في تسليم كامل تتابعين وتشاركيه الامه.
في لحظه ما ضعف كل التلاميذ وهربوا ومنهم من انكر اما انتي فلم تتركيه لحظه وفي نفس الوقت لم توجهي للتلاميذ لوم واحد او عتاب بل بكل تسليم اكملتي ايامك في بيت يوحنا الحبيب وفي شركه الصلاة مع التلاميذ.
كم كان اهتمامك ومقدار الامك يفوق الوصف وانتي تتابعينه من لحظه القبض عليه حتي لحظات التكفين بكل احساس بالوجع ,كلما كان الفادي يقع تحت الصليب كنت تسارعي الي انهاضه انت وباقي النسوه,وكانت قبلاتك له بمثابه المخفف للالم التي يشعر بها.
لا يوجد علي مر التاريخ ام او اب مر بهذا الموقف ابدا,هي تري ابنها الوحيد ينفذ حكم الاعدام بابشع الصور ,وهي تعاني بتسليم كامل لاراده الله لانها تعلم انه جاء لاجل هذا الصليب.
لقد تألم المخلص علي عود الصليب ليفدي العالم,ومات اللص علي الصليب الشمال ليسوع بسبب خطاياه وافعاله,وصلب اللص اليمين علي صليبه ليري الجمع والعالم ثلاث صلبان علي الجلجثه.بينما كان لك انت ايتها العذراء بما مر بك صليب رابع غير مرئي ,اجتاز في نفسك بكم الام لم يمر بها انسان بشري منذ الخليقة .

طوباك ايتها العذراء .....الام الاعظم في تاريخ البشرية......لانك استحققت ان تكوني ام الله.....ام المخلص

لانك حقا حملتي الصليب الرابع الغير مرئي بما تحملت من الالام .